فاس : محمد غفغوف
خلال فعالية اليوم الرابع من ملتقى ربيع أكدال، التي كانت تتسم بطابع علمي محض، اجتمع المشاركون حول موضوع “حفظ الصحة البيئية والغذائية”، الذي كان محط اهتمام الحاضرين، حيث أطره باقتدار المهندس محمد المفضالي، رئيس مصلحة حفظ الصحة بمقاطعة أكدال، كان هذا الموضوع حيويًا، خاصة في سياق التحولات الكبرى التي يشهدها العالم حاليًا، مما يفرض ضرورة الحفاظ على الصحة البيئية والغذائية بشكل جاد ومؤثر.
الندوة، افتتحها السيد محمد السليماني الحوتي الحسني، رئيس مجلس مقاطعة أكدال، حيث أوضح السياق الذي أفضى لاختيار هذا الموضوع المهم، متحدثًا عن التحديات البيئية العالمية التي جعلت من الأرض “قرية صغيرة”، لكنها أيضًا تحولت إلى “مزبلة كبيرة” نتيجة لانتشار الملوثات البيئية المختلفة التي تهدد الصحة العامة والأمن الغذائي، وفي هذا الإطار، أكد الحوتي على أن الحفاظ على الصحة البيئية والغذائية أصبح مسؤولية جماعية تتطلب التنسيق بين مختلف الأطراف المعنية، وهو ما يعكس أهمية هذه الندوة.

ومباشرة، تناول الكلمة السيد محمد ادزيري نائب الرئيس، حيث تطرق إلى أهمية التحضير لاستضافة المغرب لبطولة كأس العالم 2026، مشددًا على ضرورة تحسين جودة الخدمات العامة في مجال حفظ الصحة البيئية والغذائية، كما أكد على ضرورة تكاثف الجهود من أجل ضمان بيئة صحية وآمنة للمواطنين والمقيمين والزوار على حد سواء، وهو ما يتطلب تفعيل أدوار المؤسسات والجماعات الترابية بشكل فعال.

وفي مداخلته، تحدث المهندس محمد المفضالي، التي ربطها بجوهر موضوع الملتقى من خلال دلالات شعار “ربيع أكدال”، الذي يعكس في طياته مفهوم الاستدامة البيئية، فتحدث المفضالي عن أهمية المحافظة على التنوع البيولوجي وضرورة ضمان استدامته، مشيرًا إلى أن “ربيع أكدال” يشكل امتدادًا رمزيًا لفكرة النزاهة البيئية، والتي تتطلب الوعي البيئي وحمايته كشرط أساسي لاستدامة الحياة الصحية على الأرض، ثم قدم عرضًا علميًا غنيًا حول المخاطر التي تهدد السلامة البيئية والغذائية، مشيرًا إلى المخاطر الفيزيائية، الكيميائية، والمكروبية التي يمكن أن تؤثر بشكل كبير على صحة الإنسان، وأوضح أن هذه المخاطر تنشأ من أسباب متعددة، بعضها يعود إلى عوامل ذاتية، بينما البعض الآخر مرتبط بتغيرات خارجية ومستجدات بيئية تتطلب تدابير وقائية مستمرة.
كما تناول المفضالي في مداخلته الأدوار المهمة التي تلعبها الجماعات الترابية في مجال الحفاظ على الصحة البيئية والغذائية، مشددًا على أن هذه الأدوار يجب أن تُمارس في إطار قانوني وتنظيمي واضح يجعل من حفظ الصحة البيئية والغذائية رهانًا استراتيجيًا على مستوى تدبير الشأن المحلي.

وفي هذا السياق، اعتبر أن المسؤولية في هذا المجال ليست فقط مسؤولية فردية أو قطاعية، بل هي مسؤولية جماعية تتطلب التنسيق بين جميع الفاعلين، من جماعات محلية، سلطات، ومجتمع مدني.
ختام الندوة شهد تفاعلًا حيويًا بين الحضور، الذي ضم ممثلين عن المهنيين وجمعيات المجتمع المدني والإعلاميين، حيث تم فتح المجال للنقاش حول سبل تعزيز الوعي البيئي وتنفيذ سياسات صحية فاعلة، كما تم تكريم بعض الموظفين العاملين بمصلحة حفظ الصحة، تقديرًا لجهودهم المتواصلة في حماية البيئة وصحة المواطنين.
وفي لفتة تقديرية، تم تكريم المهندس محمد المفضالي بدرع الملتقى تقديرًا لمساهمته القيمة في إنجاح الندوة وتسليط الضوء على قضايا حفظ الصحة البيئية والغذائية.
إرسال تعليق