من يحمي فلذات اكبادنا من الكلاب الضالة

جريدة الكترونية شاملة صادرة من الناظور / المغرب

من يحمي فلذات اكبادنا من الكلاب الضالة

من يحمي فلذات اكبادنا من الكلاب الضالة

بقلم : د.رشيد صبار

تشهد العديد من الاحياء والمناطق الحضرية والضواحي المحيطة بالمؤسسات التعليمية انتشارًا ملحوظًا للكلاب الضالة، وهو ما أضحى يشكل مصدر قلق متزايد لدى أولياء الأمور والأطر التربوية على حد سواء. فقد بات التلاميذ، لاسيما في الفترات الصباحية المبكرة وعند الخروج من المدارس، عرضة لاعتراض طريقهم من طرف مجموعات من الكلاب السائبة، في مشهد يتكرر يوميًا دون أن يلقى الاستجابة اللازمة من الجهات المعنية.

إن تزايد هذه الظاهرة، لا سيما في محيط المدارس، يُعد تهديدًا مباشرًا لسلامة التلاميذ الجسدية والنفسية. وقد تم تسجيل حالات متعددة لمطاردات وترويع، بل وإصابات متفاوتة الخطورة نتيجة لهجمات مباغتة، ما يتطلب تدخلاً عاجلًا واستباقيًا للحد من المخاطر المحدقة بالأطفال في طريقهم إلى المدرسة.

وتُعزى هذه الوضعية إلى جملة من العوامل، من بينها غياب برامج فعالة ومستمرة لتدبير الحيوانات السائبة، والنقص في عمليات التعقيم والتلقيح، إلى جانب ضعف منظومة تدبير النفايات المنزلية، التي تساهم في جذب هذه الكلاب إلى محيط التجمعات السكانية والمؤسسات التربوية.

ورغم بعض التدخلات الموسمية التي تقوم بها السلطات المحلية، إلا أن الطابع الظرفي لهذه الإجراءات يُقلّص من فعاليتها ولا يضمن استدامة الأثر المطلوب. الأمر الذي يستدعي اعتماد مقاربة شمولية تأخذ بعين الاعتبار الجوانب الصحية، البيئية، والتربوية، وتقوم على التنسيق بين مختلف المتدخلين، من سلطات محلية، ومصالح بيطرية، وقطاعات التعليم والصحة، إلى جانب فعاليات المجتمع المدني.

إن ضمان بيئة مدرسية آمنة للتلاميذ لا ينبغي أن يظل شعارًا نظريًا، بل مسؤولية عملية تتطلب إرادة واضحة وإجراءات ملموسة على أرض الواقع. فالأمن المدرسي لا يقتصر على حماية المؤسسات من المخاطر الداخلية، بل يشمل أيضًا تأمين محيطها الخارجي، بما يكفل حق كل طفل في الذهاب إلى مدرسته والعودة منها في ظروف تحفظ له كرامته وسلامته

Post a Comment

أحدث أقدم