عشرون سنة من الإنجاز والعطاء.. الحسيمة تُخلّد الذكرى العشرين للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية (صور)

احتضنت عمالة إقليم الحسيمة، يوم الخميس 22 ماي 2025، حفلاً رسمياً تواصلياً تخليداً للذكرى العشرين لإطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي أعلن عنها جلالة الملك محمد السادس نصره الله في 18 ماي 2005، باعتبارها ورشاً ملكياً استراتيجياً يضع الإنسان في صلب السياسات العمومية.

واستُهل الحفل باستقبال المدعوين وتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، أعقبها أداء النشيد الوطني، في جو من الفخر والاعتزاز بالانتماء الوطني، قبل أن يلقي عامل إقليم الحسيمة، السيد حسن زيتوني، كلمة افتتاحية أكد فيها أن هذه المناسبة تشكل محطة بارزة لتقييم المنجزات واستشراف آفاق المستقبل، في إطار هذا المشروع التنموي المتكامل.

وأشار عامل الإقليم إلى أن المبادرة الملكية ارتكزت على أربعة برامج أساسية:

  1. تقليص الخصاص في البنيات التحتية والخدمات الأساسية بالمناطق ذات الأولوية.

  2. مواكبة الأشخاص في وضعية هشاشة.

  3. تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب.

  4. دعم التنمية البشرية للأجيال الصاعدة.

كما استحضر السيد زيتوني مضامين الخطاب الملكي السامي بمناسبة إطلاق المبادرة، والذي أكد فيه جلالة الملك أن هذه المبادرة ليست إجراءً عابراً، بل ورش تنموي مفتوح يروم إرساء نموذج مغربي خالص للتنمية، قائم على التشاركية والاعتماد على الذات، وتحفيز الطاقات الوطنية على الابتكار والعمل الجاد.

وأكد عامل الإقليم أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية شكلت منعطفاً استراتيجياً في مسار التنمية السوسيو-اقتصادية للمغرب، من خلال مقاربة تنموية تركز على العنصر البشري وتعزيز الإدماج الاجتماعي والاقتصادي للفئات الهشة، مع إيلاء اهتمام خاص بتمكين الشباب والنساء وتحسين مؤشرات الصحة والتعليم، خاصة في العالم القروي.

وفي سياق تقييم الحصيلة، أبرز عامل الإقليم ما تحقق من إنجازات على مستوى إقليم الحسيمة، حسب مؤشرات الإحصاء العام للسكان والسكنى لسنة 2024 للمشاريع المنجزة خلال المراحل الثلاثة هي 1190 مشروع بتكلفة بلغت 1.2 مليار درهم. إذ تم صرف ما مجموعه 126 مليون درهم لتمويل 188 مشروع خلال المرحلة الأولى، و 617 مليون درهم لتمويل 237 مشروع خلال المرحلة الثانية، و 373 مليون درهم لإنجاز 765 مشروع.

وأشار عامل الإقليم أن ما تم تحقيقه على مستوى إقليم الحسيمة من تقدم ملموس في مختلف المجالات ومنذ المرحلة الأولى إلى غاية المرحلة الحالية مرورا بالمرحلة الثانية، يمثل مصدر فخر واعتزاز لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، الذي يسهر على تنزيل وتتبع مختلف المشاريع التنموية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، من بنية تحتية وتجهيزات أساسية من ماء وكهرباء وطرق ومسالك قروية، وكذلك في المجالات الاجتماعية من بناء مراكز تهم الفئات الهشة خاصة الأشخاص في وضعية إعاقة والمسنين والأطفال بدون مأوى والنساء في وضعية صعبة، وكذا تنويع مجالات الأنشطة المدرة للدخل للتمكين الاقتصادي للشباب والتعاونيات خاصة النسائية منها. مما ساهم بشكل كبير في تحسين المؤشرات السوسيو اقتصادية بالإقليم.

وأكد عامل الإقليم في ختام كلمته أن تخليد الذكرى العشرين تشكل لحظة اعتراف بما تحقق من مكتسبات، وفرصة لتجديد العزم على مواصلة هذا الورش الملكي الطموح والواعد، بروح من التعبئة الجماعية والتفاني والمسؤولية، لتحقيق المزيد من الأثر الإيجابي لدى ساكنة الإقليم، خاصة عبر مشاريع مستقبلية مبتكرة تتماشى مع التحديات التنموية الراهنة.

واختتم السيد حسن زيتوني كلمته بالدعاء الصالح لأمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس، بأن يحفظه الله ويسدد خطاه، ويقر عينه بولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن، ويشد أزره بشقيقه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، وسائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة، وأن يديم على وطننا نعمة الأمن والاستقرار.

بعدها قدم السيد سمير الرفاعي، رئيس قسم العمل الاجتماعي بإقليم الحسيمة، عرضًا شاملاً تناول فيه المنجزات المحققة على صعيد الإقليم، مبرزًا الأثر الإيجابي لهذه المبادرة الملكية على النسيجين الاجتماعي والاقتصادي. مؤكدا أن هذه الذكرى تشكل لحظة تأمل لتقييم حصيلة الإنجازات وتثمين النجاحات التي تحققت منذ 2005، مشيرًا إلى أن المبادرة انطلقت من تشخيص دقيق للحاجيات الأساسية، خصوصًا في المناطق الهشة، قبل أن تتطور إلى مشاريع مهيكلة وهادفة. وقد استعرض تطور المبادرة عبر مراحلها الأربع، والتي تم خلالها اعتماد مقاربة تشاركية عززت من نجاعة التدخلات التنموية.

وتوقف العرض عند عدد من المحاور الأساسية، من أبرزها دعم التشغيل وتعزيز الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، من خلال تمويل ومواكبة مشاريع الشباب والنساء، وهو ما ساهم في تحفيز الدينامية المحلية وخلق فرص عمل مستدامة.

كما أشار إلى التحسن الملموس في المؤشرات الاجتماعية، خاصة في مجالات التعليم والصحة ومحاربة الهشاشة، بفضل استهداف مباشر للفئات المعوزة وتحسين شروط العيش في الوسط القروي. وفي هذا الإطار، نوه السيد الرفاعي بإعلان برنامج الأمم المتحدة للتنمية عن انضمام المغرب إلى نادي الدول ذات التنمية البشرية المرتفعة، معتبراً ذلك تتويجًا للرؤية المتبصرة لجلالة الملك والنجاعة المتزايدة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية.

وفي لحظة مؤثرة عكست الأثر العميق للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية على حياة المواطنين، أُتيح المجال لعدد من المستفيدات والمستفيدين من برامج المبادرة لتقديم عرض مقتضب حول تجاربهم الشخصية، حيث عبروا، في كلمات مؤثرة، عن فخرهم بما أنجزوه بعد استفادتهم من التكوين والدعم والمواكبة. وشكلت هذه الشهادات الحية دليلاً ملموساً على نجاح المبادرة في تمكين الفئات المستهدفة، وتعزيز روح المقاولة والاعتماد على الذات، حيث استعرضت بعض النساء والشباب مشاريعهم المدرة للدخل التي تحولت من أفكار بسيطة إلى أنشطة اقتصادية مستدامة، بفضل التأطير والمواكبة التي وفرها هذا الورش الملكي التنموي.

وفي ختام هذا اللقاء، تمت تلاوة برقية ولاء وإخلاص مرفوعة إلى السدة العالية بالله، مولانا صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، تجديدًا للوفاء والارتباط الموصول بالعرش العلوي المجيد. عقب ذلك، أقيمت حفلة شاي على شرف الحاضرين، شكلت مناسبة لتبادل الآراء وتعزيز أواصر التواصل بين مختلف الفاعلين المشاركين في هذا الحدث.

Post a Comment

أحدث أقدم