أريفينو.نت/خاص
في عملية أمنية نوعية تعكس اليقظة المستمرة للأجهزة الأمنية بالناظور، وتجسد المجهودات الحثيثة لمكافحة كل ما يهدد سلامة المواطنين والنسيج البيئي، نجحت عناصر المصلحة الجهوية للشرطة القضائية، في الساعات الأولى من صباح اليوم، في إحباط محاولة لترويج كمية هائلة من الأكياس البلاستيكية المحظورة قانوناً، مما شكل ضربة قوية لشبكات التهريب.
كمين الفجر.. كيف سقطت “قلعة البلاستيك” المتحركة بين الناظور وأزغنغان؟
كشفت تفاصيل العملية عن إيقاف شخص يبلغ من العمر حوالي أربعين عاماً، وذلك على الطريق الحساس الرابط بين مدينتي الناظور وأزغنغان. المشتبه به كان يقود شاحنة ضخمة، موهماً بأن حمولتها تقتصر على النخالة.
لكن، بناءً على معلومات دقيقة وشكوك قوية حول استخدام الشاحنة لتهريب مواد ممنوعة، لم يتردد رجال الأمن في إخضاعها لتفتيش دقيق وشامل. هذا التفتيش كشف عن حيلة ماكرة لإخفاء الجريمة، حيث تم العثور على ما يقارب 13 طناً من الأكياس البلاستيكية الممنوعة، مدسوسة بعناية فائقة تحت طبقات النخالة. وعلى الفور، تم اقتياد السائق، وضبط الشاحنة، وحجز الأكياس الممنوعة، ونقل الجميع إلى المقر الأمني لاستكمال الإجراءات القانونية المعمول بها تحت إشراف النيابة العامة.
سموم تفوح في الأسواق.. خطر “الميكا” الرديئة يهدد صحة الناظوريين!
تأتي هذه الضبطية المهمة في وقت حساس تشهد فيه أسواق مدينة الناظور انتشاراً مقلقاً للأكياس البلاستيكية الممنوعة. الأخطر من ذلك هو رصد أنواع رديئة جداً من هذه الأكياس، تنبعث منها روائح كريهة ونفاذة، تشبه إلى حد كبير رائحة إطارات السيارات المحترقة، وهو مؤشر خطير على المواد السامة المستخدمة في تصنيعها، وما يمكن أن تسببه من أضرار بالغة لصحة المستهلكين سواء عند ملامستها للمواد الغذائية أو حتى نتيجة انتشارها وتلويثها للبيئة. هذه الظاهرة المقلقة للأكياس ذات الجودة المتدنية والرائحة المنفرة كانت دافعاً رئيسياً للسلطات لتكثيف حملات المراقبة والتفتيش التي تستهدف جميع أنواع الأكياس البلاستيكية المحظورة بموجب القانون، بما فيها الشحنة الضخمة التي تم ضبطها اليوم، والتي تمثل تهديداً قائماً بحد ذاتها لكونها مواد ممنوعة قانوناً.
صرخة تجار الناظور: نريد البديل.. ولكن بأي ثمن؟
على صعيد آخر، وفي ظل هذا التشديد الرقابي الضروري على تداول الأكياس الممنوعة، يجد تجار مدينة الناظور أنفسهم في مواجهة تحديات عملية يومية تتعلق بتعبئة سلعهم وتلبية احتياجات زبائنهم. وقد ارتفعت أصوات العديد منهم مطالبة الجهات المعنية بالإسراع في توفير بدائل قانونية وعملية لهذه الأكياس، تكون بأسعار معقولة وفي متناول الجميع. ويؤكد هؤلاء التجار على أن الأكياس تظل وسيلة أساسية لا غنى عنها في مختلف العمليات التجارية اليومية، مما يجعل إيجاد حلول وبدائل مناسبة ومتاحة أمراً حيوياً لضمان استمرار دوران عجلة النشاط التجاري ضمن إطار قانوني سليم.
الحرب مستمرة.. لا هوادة مع شبكات “الموت البلاستيكي”!
يندرج هذا الإنجاز الأمني البارز في سياق سلسلة من الحملات المكثفة والمتواصلة التي تشنها مختلف السلطات الأمنية والإدارية بمدينة الناظور منذ عدة أيام. وتهدف هذه الحملات إلى استئصال ظاهرة انتشار الأكياس البلاستيكية الممنوعة من جذورها، وتفكيك الشبكات المنظمة التي تقف وراء تهريبها وتوزيعها في الأسواق. وتتواصل التحقيقات القضائية حالياً تحت الإشراف المباشر للنيابة العامة المختصة، بهدف تحديد المصدر الرئيسي لهذه الشحنة الضخمة، والكشف عن هوية جميع المتورطين في محاولة إدخالها وترويجها، وصولاً إلى تفكيك كامل للخلايا الإجرامية التي تنشط في هذا المجال غير القانوني الذي يلحق أضراراً جسيمة بالاقتصاد الوطني والصحة العامة والبيئة المحلية. وتؤكد هذه العملية النوعية مرة أخرى على يقظة الأجهزة الأمنية وعزمها الراسخ على التصدي بحزم لكافة أشكال الجريمة والأنشطة غير المشروعة.
The post الشرطة القضائية تنصب كمينا لشاحنة غريبة بالناظور..ما وجدته مفاجأة؟ appeared first on أريفينو.نت.
إرسال تعليق