شهد ملعب فاس الكبير بمدينة فاس بالمغرب تحولات جذرية شملت تحديثات شاملة في بنيته التحتية ومرافقه، ليصبح من أبرز الملاعب الرياضية متعددة الاستعمالات في المملكة، وأحد أهم المنشآت المرشحة لاستضافة مباريات كأس إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030. افتتح الملعب رسمياً في 25 نوفمبر 2007، ويبلغ حالياً طاقته الاستيعابية حوالي 35,468 متفرج بعد التحديثات الأخيرة، مع خطة توسعة مستقبلية لرفع السعة إلى 55,000 مقعد تماشياً مع متطلبات تنظيم المونديال.
تحديثات وتجهيزات متقدمة
شملت عملية التأهيل التي استمرت لأكثر من 13 شهراً تحديثات هيكلية وجمالية وتقنية، حيث تم تجديد أرضية الملعب لتصبح من العشب الطبيعي عالي الجودة، وتجديد المقاعد في المدرجات لتوفير راحة أكبر للجمهور، بالإضافة إلى تحديث غرف تغيير الملابس الخاصة باللاعبين والحكام. كما تم تجهيز الملعب بأنظمة إنارة وصوت متطورة تتوافق مع معايير البث التلفزيوني العالمية، إلى جانب تطوير مرافق الاستقبال وفضاءات كبار الشخصيات (VIP وVVIP) وقاعات الندوات، فضلاً عن غرفة مراقبة بالفيديو (VOD) مجهزة بأحدث التقنيات.
على صعيد الأمان والتنظيم، أطلق الملعب منظومة إلكترونية حديثة لتنظيم دخول الجماهير تعتمد على تذاكر إلكترونية تحمل رموز QR، مما يضمن تحديد هوية كل مشجع بدقة ويمنع التزوير أو إعادة استخدام التذاكر، مع توفير مرشدين وتقنيين لتسهيل ولوج الجمهور وضمان انسيابية الدخول.
أهمية الملعب واستضافة المباريات الدولية
بعد غياب دام 16 سنة، عاد المنتخب الوطني المغربي للعب على أرضية ملعب فاس الكبير، حيث استضاف الملعب مباراتين وديتين أمام تونس يوم 6 يونيو 2025 والبنين يوم 9 يونيو 2025، في إطار التحضيرات لنهائيات كأس أمم إفريقيا 2025 التي ستقام بعض مبارياتها على أرضية الملعب. هذه المواجهات تشكل اختباراً حقيقياً لجاهزية الملعب وقدرته على استقبال جمهور وطني ودولي في أجواء آمنة ومريحة.
تاريخ وموقع الملعب
بدأ بناء المركب الرياضي لفاس في أوائل عام 1992، وتم الانتهاء من أشغال البناء والتجهيز سنة 2003، وافتتح رسمياً في 2007 بسعة استيعابية تبلغ حوالي 45,000 متفرج قبل التحديثات الأخيرة. يقع الملعب في الطريق المؤدية إلى مدينة صفرو في مقاطعة سايس بمدينة فاس، وتم تصميمه بطابع مغربي أصيل يدمج بين الحداثة والهوية الثقافية المحلية، حيث تميزت واجهته الزجاجية الحديثة بإضفاء لمسة جمالية وعصرية تسمح بدخول الإضاءة الطبيعية.
خطط مستقبلية لتطوير الملعب
تتضمن المرحلة الثانية من تحديث الملعب، التي ستبدأ مباشرة بعد نهاية كأس إفريقيا 2025، إزالة الحلبة المطاطية لألعاب القوى لتقريب المدرجات من أرضية اللعب، ما يوفر تجربة مشاهدة أفضل للجماهير، بالإضافة إلى تغطية الملعب بالكامل وتجديد مواقف السيارات مع توسيع طاقتها الاستيعابية. هذه الخطوات تأتي ضمن رؤية شاملة لتجهيز الملعب بأحدث المواصفات العالمية استعداداً لاستضافة مباريات كأس العالم 2030.
باختصار، ملعب فاس الكبير أصبح اليوم منشأة رياضية متطورة تجمع بين الحداثة والهوية الثقافية المغربية، مع تجهيزات تقنية وأمنية متقدمة تؤهله لاستضافة أكبر التظاهرات الرياضية القارية والعالمية، مما يعزز مكانة مدينة فاس كمركز رياضي وثقافي حيوي في المغرب.
المصدر : فاس نيوز ميديا
إرسال تعليق