
أريفينو : 3 دجنبر 2025
دقت المؤشرات الصادرة عن المكتب الوطني للصيد البحري ناقوس الخطر في الناظور، حيث كشفت الإحصائيات الأخيرة عن انكماش حاد في نشاط الصيد الساحلي والتقليدي، مما يطرح تساؤلات جدية حول صحة المنظومة البيئية البحرية في المنطقة.
فمع متم أكتوبر 2025، سجل ميناء الناظور تراجعا في كميات المفرغات بلغت 2890 طنا، أي بانخفاض ملموس قدره 13 % مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي (3310 أطنان)، ولم يقتصر التدهور على الكميات فحسب، بل امتد إلى القيمة السوقية الإجمالية التي انخفضت بدورها بنسبة 5 % لتستقر عند 125.79 مليون درهم، ما يؤكد تأثير هذا التذبذب على سلاسل الإمداد والأسواق المحلية.
وبتفحص دقيق لتفاصيل الإفراغات، يتضح أن التراجع شمل غالبية الأصناف الحيوية، مما يشير إلى اضطراب واسع في المخزون السمكي، حيث سجلت الأسماك السطحية هبوطا بنسبة 11 % لتصل إلى 523 طنا، في حين لم يسلم السمك الأبيض من الانكماش بنسبة 2 %، مسجلا 796 طنا، كما كان لمنتجات رأسيات الأرجل والقشريات نصيبها من التدهور، حيث انخفضت كمياتها بنسبتي 12 % و20 % على التوالي، مما يفاقم من الضغوط المالية واللوجستية على مهنيي الصيد في الناظور، والذين باتوا يواجهون شحّا في المصيد مقابل ارتفاع تكاليف التشغيل.
ويأتي هذا التراجع ليطرح تساؤلات حول العوامل الكامنة وراء “هجرة” الثروة السمكية من سواحل المنطقة، وفقا لتقديرات مهنية، وفي مقدمة هذه التساؤلات، تبرز فرضية التدهور البيئي وتأثير التلوث والنفايات الصناعية والبحرية، التي يرجح أنها تضغط بشكل متزايد على دورات التكاثر والبيئة الحاضنة للأسماك، مما يفرض ربط هذه الأرقام بتدهور جودة المياه تحقيقا بيئيا معمقا لتحديد ما إذا كانت العوامل البشرية هي الدافع الرئيسي لهروب الأصناف التجارية نحو مناطق بحرية أكثر نقاءً، أو ما إذا كانت التقلبات المناخية هي الفاعل الأوحد.
ورغم أن التحديات تلقي بظلالها على القطاع البحري على المستوى الوطني، حيث سجلت الإفراغات الكلية انخفاضا بنسبة 14 % في الكميات و3 % في القيمة، تظل حالة الناظور مثيرة للقلق الخاص، ففي الوقت الذي بلغت فيه القيمة الإجمالية للصيد الساحلي والتقليدي 8.94 ملايير درهم على الصعيد الوطني، يشير الانخفاض الحاد والواسع في أنواع الأسماك إلى هشاشة بيئية تتطلب تدخلا عاجلا لإعادة تقييم استدامة الموارد البحرية، ووضع خطط فورية لمكافحة مصادر التلوث التي تهدد بإفراغ سواحلها من ثرواتها الطبيعية الحيوية.
إرسال تعليق