شركة تطوير السعيدية تجدد صورة واستراتيجية محطة Saidia Mediterrania

 

أريفينو : 3 دجنبر 2025

شركة تطوير السعيدية، الفرع التابع لمجموعة (CDG)، تشرع في عملية إعادة تعريف شاملة لصورة واستراتيجية محطة السعيدية ميديترانيا. تأتي هذه الخطوة في إطار مساعي إعادة تنشيط إحدى أبرز الوجهات السياحية الساحلية في المغرب، وهي المحطة التي شُيدت كجزء من برنامج “خطة أزور” السياحية.

تتمثل الركيزة الأولى لهذا التحول في العودة إلى الاسم الأصلي للمحطة، “السعيدية ميديترانيا”، وهو قرار يحمل دلالات تتجاوز الشكل ليعيد التواصل مع الرؤية التأسيسية للمشروع. كانت الغاية من إنشاء المحطة منذ البداية هي تأسيس محطة ساحلية مرجعية على الضفة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط، ويعكس الاسم هذا التوجه الجغرافي والطموح الدولي بوضوح، مما يعزز وضوح هوية الوجهة وتماسكها في الأسواق المستهدفة.

إعادة التموقع عبر خمسة عوالم تجريبية

لكن جوهر التحول أبعد من مجرد تعديل الاسم أو الشعار. فقد قامت شركة تطوير السعيدية بإطلاق منصة علامة تجارية جديدة بالكامل، تعتمد على إعادة التموقع الاستراتيجي للوجهة. تبتعد الاستراتيجية الجديدة عن النموذج التقليدي للسياحة الشاطئية الصيفية، وتتبنى نهجًا تجريبيًا يقوم على تقسيم العرض السياحي إلى خمسة عوامل رئيسية: السياحة الشاطئية والاستمتاع بالشمس، والرياضة، والسياحة الصحية والاستجمام، وسياحة الأعمال والاجتماعات (MICE)، وأخيرًا تعزيز النطاق الخلفي (المناطق الداخلية).

هذا التقسيم يهدف إلى جعل السعيدية وجهة شاملة وجذابة على مدار العام، تخاطب شرائح متنوعة: من العائلات الباحثة عن الاسترخاء، إلى عشاق الرياضات المائية، ورواد الأعمال والمهنيين المنظمين للندوات والمؤتمرات، والمسافرين الراغبين في استكشاف الثقافة والطبيعة.

الربط بين الساحل والداخل

في هذا السياق، يبرز محور “تعزيز النطاق الخلفي” كاستراتيجية واضحة للتنويع الاقتصادي والجغرافي. تهدف الخطة إلى خلق روابط فعلية وسياحية بين شاطئ السعيدية والمناطق الريفية والجبلية في جهة الشرق. هذا الربط سيتيح تنويع المنتوج السياحي ليشمل سياحة الطبيعة والمغامرة والسياحة الثقافية المرتبطة بالإرث المحلي، مما يمكن أن يساهم في توزيع عائدات السياحة على نطاق أوسع جغرافيًا داخل الجهة.

سياق وطني داعم

تجدر الإشارة إلى أن هذا التحول الاستراتيجي يأتي في وقت يشهد فيه القطاع السياحي الوطني انتعاشًا ملحوظًا، ويدخل في إطار الاستراتيجية الوطنية “رؤية 2030” للسياحة. تهدف هذه الاستراتيجية إلى زيادة العائدات السياحية وجذب شرائح جديدة من الزبناء وتطوير أقطاب سياحية إقليمية. ومن المنطقي أن تُعامل السعيدية، بالنظر إلى حجم الاستثمارات فيها وإمكاناتها، كرافعة أساسية لتنشيط السياحة في جهة الشرق التي لا تزال إمكاناتها السياحية الكبيرة غير مستغلة بالكامل.

تجاوز الشكل إلى الجوهر

لذلك، فإن عملية إعادة التأهيل تتجاوز بكثير الجوانب التسويقية والعلامة التجارية. فالتحدي المطروح على شركة تطوير السعيدية يتعلق بإعادة تأسيس الوجهة بناءً على مقوماتها الحقيقية. يتطلب ذلك حقن دينامية جديدة عبر تنويع العروض السياحية، وخلق برمجة ثقافية وترفيهية متنوعة على مدار السنة، والارتقاء بجودة الخدمات في جميع المستويات. الهدف النهائي هو تحويل السعيدية إلى نظام بيئي متكامل تتمركز فيه تجربة الزبون، ويعتمد على بنى تحتية جذابة وشراكات فعّالة بين القطاعين العام والخاص.

كما تشمل الخطة تحويل السعيدية ميديترانيا إلى نموذج للسياحة المستدامة والذكية. تعتمد مقاربة الاستدامة على تشجيع الاقتصاد المحلي عبر دوائر التسويق القصيرة، ودعم المقاولات المحلية، والنهوض بالحرف التقليدية، واعتماد التكنولوجيا الرقمية في تقديم الخدمات السياحية. بهذه الرؤية، تطمح الوجهة إلى أن تكون حاضنة للابتكار في المجال السياحي على مستوى الجهة، مساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمنطقة ككل.

Post a Comment

أحدث أقدم